HADITS


الاخلاص فى النية
 قال الله تعالى : وما امروا الا ليعبدواالله مخلصين له الدين حنفاء ويقيمواالصلاة ويؤتواالزكوة وذلك دين القيمة ( البينة 5 ) , لن ينال اللهَ لحومُها ولادماؤها ولكن  يناله التقوى منكم ( الحج 37 ) , قل ان تخفوا ما فى صدوركم او تبدوه يعلمه اللهُ ( العمران 69 ) . عن امير المؤمنين ابى حفص عمربن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رِياح بن عبد الله بن قُرْط بن رَزاح بن عديّ بن كعب بن لؤيّ بن غالب القرشي العدويّ رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انماالاعمال بالنيات وانما لكل امرئ مانوى  فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله  ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها اوامراة ينكحها فهجرته الى ماهجر اليه , متفق عليه . ويصح العمل بالنية  ,اذا صلحت النية صلح العمل واذا فسدت فسد العمل, الامور بمقاصدها , فيما شرعت النية لاجله المقصود الاهم منها تمييز العبادات من العادات وتمييز رتب العبادات بعضها من بعض كالوضوء والغسل يتردد بين التنظيف والتبرد.  عدم اشتراط النية فى عبادة لاتكون عادة  اذ لاتلتبس بغيرها كالايمان بالله والمعرفة والحوف وقراءة القران والاذكار.  وان وقتها اول العبادات وخرج عن ذلك الصوم فجوز تقديم نية على اول الوقت لعسر مراقبته فلو نوى فى الفجر لم يصح فى الاصح  وجواز تأخير نية صوم النفل عن اوله .واعلم ان النـية لغة القصد, يـقال نـواك الله بـخير اي قصدك به , والنية شرعا قصد الشيء مقترنا بفعله .
قال حذيفة المرعشى : الاخلاص ان تستوي افعال العبد فى الظاهر والباطن ,قال ابـن عياض : تـرك العمل من اجل الناس رياء والعمل من اجل الناس شرك والاخلاص ان يـعافيك الله منهما, الصدق فى الوصف العبد فى استواء السر والعلانية والظاهر والباطن والصدق يتحقق بتحقق جميع المقامات والاحوال حتى ان الاخلاص يـفتقر الى الصدق والصدق لا يـفتقر الى شيء لان حقيقة الاخلاص هو ارادة الله تعالى بـالطاعة فقد يـريد الله بـالصلاة ولكنه غافل عن حضور القلب فيها , والصدق هو ارادة بـالعباد مع حضور القلب اليه فكل صادق مخلص وليس كل مخلص صادقا, وهو معنى الاتـصال والانـفصال, لانه انـفصال عن غير الله واتـصل بـالحضور بـالله , وهو معنى التخلى عما سوى الله  والتخلى بـالحضور بـين يـدي الله سبحانه وتعالى . وقال ذو النون المصري : ثلاث من علامات الاخلاص : استواء المدح والذمّ من العامّة , ونسيان رؤية الاعمال فى الاعمال , واقتضاء ثواب العمل فى الاخرة , وقال صلى الله عليه وسلم : الناس كلهم هلكى الا العالمون  والعالمون كلهم هلكى الا العاملون  و العاملون كلهم هلكى الا المخلصون  والمخلصون على خطر عظيم ,
الاسلام والايمان والاحسان
قال الله تعالى : ان الدين عندالله الاسلام ومااختلف الذين اوتواالكتاب الا من بعد ماجاء هم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب ( العمران 19) , ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يُقبل منه وهو فى الاخرة من الخاسرين  ( العمران 78 ) عن عمربن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم اذطلع علينا رجل شديد بياض الشياب , شديد سواد الشعر لا يُرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبى صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه ووضع كفَّيه على فخذيه وقال يامحمد : أحبرنى عن الاسلام : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الاسلام ان تشهد ان لااله الاالله وان محمدا رسول الله وتُقيم الصلاة  وتُؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيتَ ان استطعت اليه سبيلا , قال صدقت , فَعَجَبْنَا منه يسأله ويُصدقه  قال فأخبرنى عن الايمان قال : ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الاخير وتؤمن بالقدر خيره وشره  قال صدقت  قال فأخبرنى عن الاحسان قال ان تعبد الله كانك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك , قال فأخبرنى عن الساعة , قال ما المسئوول عنها باَعْلَمَ من السائل , قال فأخبرنى عن اَمارَتِها قال ان تلد الاَمَة رَبَّتَها وان ترى الحُفاة العُراةَ العالة رِعاء الشّاء يتطاولون فى البنيان ثم انطلق , فلبث مليّاً , ثم قال : ياعمر , اَتدرى مَن السائل  ؟ قلت : الله ورسوله اعلم , قال فانه جبريل اتاكم يَعَلِّمُكم دينَكم رواه مسلم ,  وعن ابى عبدالرحمن عبدالله بن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : بني الاسلامُ على خمس : شهادةِ ان لااله الاالله  وان محمدا رسول الله  واِقامِ الصلاة  وايتاء الزكاة  وحجِّ البيت  وصوم رمضان  رواه البخارى ومسلم
قال الله تعالى : ياايهاالذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ( العمران 102
              : فاتقوا الله مااستطعتم ( التغا بون 26
              : ياايهاالذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ( الاحزب 70
: ومن يتق الله يجعل له مَخْرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب  ( الطلاق 2-3
: اِنْ تَتَّقوا الله يجعل لكم فُرْقانـاً ويُكَفِّرْ عنكم سَيَّأَتِكم ويغفرلكم واللهُ ذو الفضل العظيم  ( الانفال 29
معنى التقوى , من  وقى _ وقاية  وهو حفظ الشيئ مما يـؤذى ويضرّ , وقال صاحب الجلالين : امتثال الاوامر  واجتناب النواهى . وان التقوى مفتاح لحسن الحياة , وبعد ذكر الايمان ذكر التقوى . خمس من علامات التقوى : ان يتصدق امواله فى حال السراء او الضراء قال الله تـعالى : الذيـن يـنفقون فى السراء والضراء..., ان يعفو اخاه  قال الله تـعالى :...والعافين عن الناس  والله يـحب المحسنين , وان لايكون غاضبا حتى يقل غضبه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تـغضب , فردد مرارا , قال : لاتـغضب رواه البخاري واخرج البيهقي وابـن عساكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انـه قال يـا معاوية ايـاك والغضب فان الغضب يـفسد الايـمان كما يـفسد الصِبْرُ العسل , والمسلمون لهم اخوة  قال الله تـعالى : انماالمؤمنون اخوة فأصلحوا بـين اخويكم ( الحجرات 10) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لاتـحاسدوا ولا تـناجسوا ولا تـباغضوا ولا تـدابـروا ولا يـبع بـعضكم على بـيع بـعض وكونوا عبادالله  اخوانـا المسلم اخو المسلم لا يـظلمه ولا يـخذله ولا يـكذبه ولا يـحقره التـقوى ههنا ويـشير الى صدره ثلاث مرات بـحسب امرئ من الشر ان يـحقر اخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه المسلم , ويحب اخوته كما يحب لنفسه  قال رسول الله صلى الله وسلم : لايـؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه  رواه البخاري ومسلم , وقال تعالى  : وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضهاالسموات والارض اعدت للمتقين , الذيـن يـنفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ( العمران 132 -134 ) . الايـمان فى اللغة هو مطلق التصديق وفى الشرع عبارة عن تصديق خاص وهو التصديق بـالله وملائـكته وكتبه ورسله واليوم الاخر وبـالقدر خيره وشره .واما الاسلام فهو عبارة عن التسليم والاستسلام وفعل الواجبات وهوالانـقياد الى عمل الظاهر .والايـمان شرط لصحة الاسلام . وقال التاج السبكى : الاسلام اعمال الجوارح ولا يـعتبر الا مع الايـمان والايـمان تـصديق القلب ولا يـعتبر الا مع التلفظ بـالشهادتـين , اشهد ان لااله الاالله واشهد ان محمدا رسول الله .واعلم : ان الايـمان بـالله اعتقاد انـه واحد لاشريك له فى ذاتـه وصفاته ولا شريك له فى الالوهية وهي استحقاق العبادة وانـه قديم لاابـتداء لوجوده وبـاق لاانـتهاء لابـَدِيـَّتِه. وباالملائكة اعتقاد انهم مُكرمون لايـعصون الله ماامرهم ويـفعلون ما يـؤمرون . وبـالكتب اعتقاد انها كلام الله الازالي القائم بذاتـه المُنزّّه عن الحرف والصوت وان كل ما تـضمنتْـه حق وان الله انـزلها على بـعض رسله بـألفاظ حادثـة فى الواح او على لسان الملك  وبـالرسل اعتقاد ان الله ارسلهم الى الخلق ونـَزَّهَهم عن كل وخيمة ونـقص فهم معصومون من الصغائر والكبائر قبل النبوة وبعدها وبـاليوم الاخر وهو من الموت الى اخرمايـقع اعتقاد وجوده ومااشتمل عليه من سؤال الملكين ونـعيم القبر اوعذابـه والبعث والجزاء والحساب والميزان والصرط والجنة والنار . وبـالقدر الله عتقاد ان ماقدّره اللهُ فى الازالى لابـد من وقوعه وما لم يـُقدّره يـستحيل وقوعه وانه تعالى قدّر الخير والشرّ قبل خلق الخلق وان جميع الكائـنات بقضائـه وقدْره واعلم ان التقادير اربعة : التقدير فى العلم ولهذا قيل العناية قبل الولاية والسعادة قبل الولادة واللواحق مبنية على السوابـق , التقدير فى اللوح المحفوظ وهذا تـقدير يـمكن ان يـتغير قال الله تعالى : يـمحوالله مايـشاء ويـثبت وعنده ام الكتاب وعن ابـن عمر رضي الله عنهما انه كان يقول فى دعائه : اللهم كنت كتبتنى شقيافامحنى واكتبنى سعيدا , التقدير فى الرحم وذلك ان المَلَك يـؤمر بـكتب رزقه واجله وعمله وشقي اوسعيد , التقدير وهو سوق المقادير الى المواقت والله تعالى خلق الخير والشر. طبقة الانسان فى درجته ثلاث : المسلم  - المؤمن – المحسن   واما المسلم فيعمل الاوامر كعمل الصلاة المفروضة  واجتناب النواهى كترك المعاصى . ثم المؤمن هو المسلم الذي يعمل الواجبات تضرعا وخفيتا , وصلاته وصومه وغيرهما من المفروضات لا فى اللسان فقط بـل حتى فى القلب . ثم المحسن هو درجة المخلص وهو علو الدرجات وانه يعبد الله كانه يراه  فان لم يكن يراه  فانه يراه . وقال تعالى  وما امروا الا ليعبد الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلوة ويؤتوا الزكوة وذلك دين القيمة ( البينة 5
الشرك الاصغر هو الرياء
اخرج احمد , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : انّ اخوفَ ما اخافُ عليكم الشركُ الاصغر ( وهو الريـاء ) يقول الله تعالى  يوم القيامة للمُرائينَ اذا جزى اللهُ الناس باعمالهم اِذْهبوا الى الذين تُراءُونَ فى الدنيا انظروا هل تَجدون عندهم جزاءً . واخرج ابن حبان : ان اخوف ما اخاف على امتى الأِشْراكُ باالله اَمَا ( اَلاَ ) اِنّىِ لستُ اقولُ تعبدون  شمسا ولا قمرا ولا وثنا ولكن( اريد) اَعْمالا لغير الله وشهوةٍ خفيّةٍ . واخرج الطبرانى : انّ اَدْنى الرياءِ شركٌ واحبُّ العبد الى الله الاَ تْـقِياءُ الاخْفياء اي المُبالغون فى ستر عبادتهم وتَـنْزيها عن شوائب الاَعْراض الفانِيَةِ  والاخلاقِ الدَّنِيَةِ ( الشر ) الذين اذا غابوا لم يُـفْتـقَدوا واذا شهِدوا اي حضروا لم يُـعْرَفوا اولئك اَئِمّةُ الهُدى ومصابيحُ العلم. واخرج ابو نعيم والديلمى : ان الله حرّم الجنة على كل مُراءٍ . والديلمى : ريحُ الجنة يُـوجد من مسيرة خمسِماِئة عامٍ ولا يجدها منْ طلب الدنيا بعمل الأخرة . واخرج  البهيقى : منْ اَحسنَ الصلاةَ حيث يَراهُ الناسُ  ثُمّ اَسأءَها يَخْلو  فتلك اِستِهانَةٌ  اِستَهان بها ربَّه . اخرج ابـن ماجه  : رُبَّ صائمٍ ليس له مِن صيامه الاّ الجوعُ  ورب قائمٍ ليس له مِن قيامه اِلاّ السَّهَرُ ( نقص النوم ) . واخرج الديلمى : اياكم ( اتقوا ) اَنْ تَخْلَطوا طاعةَ الله بحُبِّ ثناء العباد فتُحبَطُ اعمالُكم. وقال تعالى : فمن كان يرجوا لقاء ربِّه فليعمل عملا صالحا ولا يَشرك بعبادة ربِّه احدا اي لا يُرائى بعمله .
الكِبْر  والعُجْب والتواضُع
اخرج مسلم وابوداود : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يدخل النار مَن كان فى قلبه مثـقالُ ذرّةٍ مِن خردلٍ مِن ايمانٍ  ولا يدخل الجنة احدٌ فى قلبه مثـقالُ حَبّةٍ مِن خردل مِن كِبْرٍ .وقال الغزالى : كلُّ مَن رأى  نفسَه خيرا مِن احدٍ مِن خلق الله فهو مُتكبرُ . وقال حمدون : مَن ظنّ اَنّ نفسه خيرٌ مِن فرعونَ فقد اَظْهَرَ الكِبْرَ.
واخرج ابن ابى الدنيا : التواضع لا يزيد العبدَ اِلاّ رِفْعةً  فتواضعوا يرفعكم اللهُ , والعفوُ لا يزيد العبدَ اِلاّ عِزّا فاعفوا يُعِزَّكم اللهَ , والصدقة لا تزيد المالَ اِلاّ كـثرةً  فتصدقوا يرْحَمكم الله عز وجل .
(الغيبة والنميمة ) مِن الاخلاق الذميمة  اَن تذكر اخاك فى غيبته  بما يَكْرَهُ اَن يسمعه باُذُنه , اعلموا : لكل انسان عَيبٌ  فكما لا تُحِبُّ  ذِكرَ عيوبك فى غيبتك  يجبُ اَن تصون  لسانك عن عيوب الناس فى غيبتهم .عن ابى هريرة , ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : اَتَدْرون ما الغيبة ؟ قالوا الله ورسوله اعلمُ قال اذا ذكرتَ اخاك بما يَكره فقد اِغْتـبْتَه ,  فجتنبوا ايها الاصحاب  نظيرتكم  فى الحُبْث وهى النميمة . الغيبة والنميمة مِن اخلاق الاَدْنياء واخلاق اللِئام , لا مِن اخلاق طُلاَّب العلوم  الدينية  فلا تَدَنِّسُ نفسك بهذه الاخلاق الذميمة . وقال تعالى  : ياايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا مِن الظن  اِنّ بعض الظن اِثم ولا تجسّسوا ولا يغتب بعضكم بعضا ايحب احدكم ان يأكل لحم اخيه ميتا فكرهتموه , واتقوا الله ان الله توّابٌ رحيم .
عن ابن ابى بخيح قال بلغنا اَنّ امراة قصيرة  دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم , فلما خرجت  قالت عائشة رضي الله عنها ما اَقصرها  فقال النبي صلى الله عليه وسلم  اِغْتَبْتيها  قالت عائشة  ما قلتُ  الاّ ما فيها  قال ذكرتِ اَقبحَ ما فيها.وروي انس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال اربـعٌ يُـفْطِرنَ الصائم  ويُنقضن الوضوء ويهدمن  العمل  الغيبةُ  والكِذْب  والنميمة  والنظر الى محاسن  المراة  التى لايحل له  النظرُ  اليها  وهُنَّ يسقين اصولَ الشرّ كما يسقى الماءُ اصولَ الشجر  وشَرْبُ الخمر  يَعْلوا الخطايا


الحِقْد والحسد
واخرج ابن ماجه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النارُ الحطب  , والديلمى : الحسد يفسد الايمان كما يفسد الصبرُ العسلَ , وعن حسن ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : انّ الغِلّ والحسد يأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب . اعلموا يااصحابى : لايَستفيدُ الحسودَ مِن حسده الاّ العداوةَ والبغضاء( الغضب ) انكم اذا حسدتم  اخاك  اَبْغَضَكم وعاداكم , وابغضَكم لهذا الخُلُق الذميم , كل مَن عرفك فدَعِ الحسدَ . ودع الحِقْدَ على اخوانك وعلى الناس كافّةً .كن سليم َ الصدر مِن حُبّ الاذى  يَتودّدُ اليك  الناسُ ويُحبّوك. الحقد والحسد خُلُقان خبيثان لا يضرّان  الاَ صاحبَهما. وقال الله تعالى : ام يحسدون الناس على ما آتاهم اللهُ مِن فضله . وابن زنجوية : تُعْرض اعمالُ بنى آدم على الله كلَّ يومِ اثنين وخميس فيرحمُ اللهُ المُسترحِمين  ويغفر للمُستغفِرين ثم يَذَرُ ( يترك ) اهلَ الحقد بحقدهم . قال الفقيه رضي الله عنه ليس شيء من الشرّ اَضَرَّ من الحسد لانه يصل الى الحاسِد خمسُ عقوبات قبل ان يصل الى المَحْسود مَكْروهٌ اَوَّلُها غَمٌّ لا ينقطِعُ  والثانى مصيبة لا يُؤْ جَرُ عليها  والثالث مَذَفَّةٌ  لا يُحمَدُ بها  والرابع يَسخَطُ عليها الرّبُّ والخامس تُغْلَقُ عليه ابوابُ التوفيق

التوبة
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما فى قوله تعالى ياايها الذين امنوا توبوا الى الله توبةً نصوحا , قال التوبة النَّصوحُ النَّدَمُ بالقلب والاستغفارُ باللسان  والاضمارُ ان لا يعود اليه ابدا  , وعن النبي صلى الله عليه وسلم  انه قال  المُستغفِرُ باللسان  المُصِرُّ  على الذنوب  كالمُسْتَهْزِ ىءِ  بربه وذُكِرَ عن رابعةَ رضي الله عنها انها كانت تقول  اِنّ استغفارنا يحتاجُ الى استغفارٍ كثير  يعنى اذا استَغْفَرَ باللسان  ونيَّتــُه اَن لا  يعود الى الذَّنْبِ  فانَّ توبته توبةُ الكَذابين وهذا لايكونُ توبةً  وانما التوبةُ  اَنْ يستغفرَ باللسان  وينوِيَ ان لا يعود الى الذنب فاذا فعل ذلك غفر اللهُ له ذنبَه  وان كان عظيما لانّ الله تبارك  وتعالى ذاالتَّجاوُزِ رحيمٌ  بعباده  وذُكِر  اَنَّ  فى بَنى اسرائيل كان  مَلِكٌ فَوُصِفَ له رجلٌ  من العُبّاد فدعاه  وراوَدَه  على صُحبته  ولُزومِ بابه  فقال له العابد ايها الملِكُ  حُسْناً ماتقول  ولكن لودخَلْتُ  يوما فى بيتك  فوجدْتَنى العَبُ مع جاريتك ماذا كنتَ  تفعلُ  فغضب الملِكُ  فقال  يا فاجرٌ  اَتَجْتَرِىءُ عليَّ  بمثل هذا فقال له العابد اَنْ لي رَ بّـاً  كريما لو راى  مِنّى  سبعين  ذنبا فى اليوم  ماغضب  عليّ ولا طردني  عن بابه  ولا اَحْرَمَنى  رِزقَه  فكيف  اُفارِقُ  بابَه  والزِمُ بابَ  مَن يغضب عليّ قبل  اَنْ اُعْصِيَهُ  فكيف  لو رأَيتَنى  فى المعصية  ثم خرج .
التوبة  واجب فورا مِن كل ذنب  ولو صغيرا  فمن اَخَّرها زمنا يَسَعُها  كان عاصيا بتأخيرها . ويجب تجديد التوبة  عن المعصية كلما ذكرها .
شروط التوبة  المُسْقِطَةِ للاثم  ظنا لا قطعا : ان يندم  على فعل الذّنب  مِن حيث المعصية  , واَنْ يَغْزِم  على اَنْ لا يعود اليه  او الى مثله خالصا لله تعالى  , وان يَقْلَع  عنه حالا  اِن كان مُتَلَبِّسًا به  او مُصِرّاً  على المُعاودةِ  اليه , وان يخرج مِن المظالم .
فان اختلَّ شرط مِن الشروط المذكورة  لم تصح توبته , وان يستغفر الله تعالى  مِن ذنبه بلسانه  ظاهرا وبقلبه باطنا , فاذا قُدِّر عليك الوقوعُ فى خطيئةٍ مِن الخطايا فبادِرْ بالتوبة الى الله تعالى , واستغفر ربك انه غفّارا.
الصبر
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ياغلام او يا غُلَيْم اَلاَ اُعلِّمُك كلماتٍ يَنْفعك اللهُ بهنّ قلت بلى يا رسول الله قال اِحفظْ اللهَ يَحْفظك احفظ الله تَجِدْه اَمامك  تَعَرَّف الى الله فى الرخاء يَعرفْك فى الشدة , اذا سألتَ  فاسْأَلِ الله واذا اِستعنتَ  فاستعن بالله  قد جَفّ  القلم بما هو كائِنٌ  فلو اَنّ الخلق كلَهم ارادوا اَن يَنفعوك  بشيء لم يُقَدِّرْه اللهُ لك لم يَقْدروا عليه ( نفِع ) واِن ارادوا اَن يَضرّوك  بشيء لم يَكتبْه اللهُ عليك  لم يَقْدِروا عليه  اِعملْ لله بالشكر واليقين واعلمْ  اَنّ فى الصبر على ما تَكْرَه خيرا كثيرا واَنّ النّصر مع الصّبر واَنّ الفرَج مع الكَرْب وان مع العسر يسرا . واعلموا اَنّ الصبر مِن الاُمور بمنزلة الرّأس من الجسد فاذا فارَق الرأس الجسد فسد الجسد , واذا فارق الصبر الامور فسد الامور . ففى هذه الاخبار دليل على ان الصبر افضل الاعمال , والله تعالى يقول  " اِنّما يُوَفَّى الصّابرون اّجْرَهم بغير حسابٍ " . وروي عن ابى ورّاد عن محمد بن مسلم ... فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لاخير فى عبد لا يَذْهب ماله ولا يَسقُم جسمه اِنّ الله اذا احبّ عبدا ابتلاه , واذا ابتلاه صبَّرَه .عن انس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  اذا اراد الله  بعبد خيرا او اراد ان يُصافِيَه صَبَّ عليه البلاء صبّا وثــَجَّه عليه ثــَجّا. اذا اصابتك مصيبة فى نفسك او مالك فاصبر واحتسب اَجرَك عند الله . فما من مصيبة الاّ وعندالله أعظم منها , فلا تـُنازعِ الاقدارَ  ولا تَعتَرِضْ على مولاك فإنه الفعّال لما يريد .ولارادَّ لِقضآئه ولا مُعَقِّبَ لِحكمه . يفعل الله ما يشاء وهو الحكيم الخبير . أللهم انى لا اسألك ردَّ القضاء ولكن أسألك اللُّطْفَ فيه .  قال الفقيه رضي الله عنه : ان العبد لا يُدرِك منزلةَ الاخيار الاّ بالصبر على الشدة والاذى , وقد امر الله تعالى نبيّه عليه السلام بالصبر  فقال فاصبر كما صبر اولوالعزم من الرسل . عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال  اوّل من يُدعىَ الى الجنة الحمّادون لله  الذين يَحمدون على السرّاء والضرّاء  فالواجب على العبد انْ يصبر  على ما يُصيبُه  من الشدة  ويَعلمَ انّ ما دفع اللهُ عنه مِن البلاء  اكثرُ  مما أصابه  ويَحمدَ اللهَ على ذالك ( دفع الله )  وينبغى للعبد انْ  يَقتدِى  بنبيه  صلى الله عليه وسلم  ويَنظرَ  الى صبره  على اذى المشركين .
وكان الصالحون  رحمهم الله تعالى  يَفرحون بالمرض  والشدة  ِلأَجل أنّ فيه كفّارةً  للذّنوب . وذُكر عن ابى الدرداء  رضي الله عنه انه قال  الناس يَكرهون  الفقر وأنا اُحبّه  ويكرهون الموت  وانا احبه  ويكرهون السقَمَ  وانا احب السقم  تَكْفيرا لِخطايَ وانا احب  الفقر  تواضُعا لربي  واحب  الموت اِشتِياقا الى ربي .
وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم  انه قال ثلاث من رُزِقهن  فقد رُزِق خيرَيِ الدنيا والاخرةِ  الرضا بالقضاء  والصبرُ  على البلاء  والدعاء عند الرخاء
عن  ابوهريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه سُئِل اَيُّ الناسِ أشدُّ بلاءً  قال الأنبياء ثم الصالحون  ثم الأمثـل فالامثـل يُقال  ثلاث مِن كُنوز البرّ : كِتمانُ الصدقة وكتمان الوجَع وكتمان المصيبة .
فاما الصبر بحُسن العلانية فمحمود العاقبة  واما الجَزَع  فصاحبُه غيرُ مُعَوَّضٍ  , وحُكي عن بعض المشايح رأى سفيان الثوري  فى المنام فقال له  كيف رأيتَ الموتَ  فقال  اما الموت  فلا تسئلْ عن عَظَمَتِه وشِدّ تَه  فقال  ايُّ الأعمال  وجدتَه  أنفعَ  فقال كلُّ عمل صالح أنفعُ  ولكنّنى  نَجَوْتُ من الحساب  بِـتِرْجاعىْ  وصبرى  عند مصيبة  ولدٍ لىِ مات , فقال سبحانه وتعالى  أنَسِيتُ  وقد قَبَضْتُ  ثمرةَ فؤادِك  فاسترجعتَ  وحمِدْتَنى  اِذهب  فقد غفرتُ لك سيئاتِك  وضاعفتُ  حسناتِك  ورفعَ درجاتِنا .
قال أصحابنا وغيرهم  يُتــَأَكَّدُ لِمن أ بْتــُلِيَ  بمصيبة  بميت أو فى نفسه أو أهله  أوماله  وان خَفّتْ  اَن يُكْثِر انا لله وانا اليه راجعون  اللهم آجـِرْنى  فى مصيبتى  وأَخْلِفْ  عليّ خيراً منها , ولخبر مسلم انّ  مَن قال ذلك ( الدعاء) آجَرَه الله وأَخْلَفَ له خيرا  وذكر مسلم فى صحيحه  , عن أم سلمة رضي الله عنها  قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم  يقول " ما من عبد تُصيبُه مصيبةٌ  فيقول : انا لله وانا اليه راجعون  اللهم  أجُرْنى فى مصيبتى , وأخْلِفْ  لى خيرا منها , الاّ آجَرَه الله تعالى فى مصيبته  وأخْلَفَ  له خيرا منها  , قالت : فلما توفي أبوسلمة , قلت كما أمرنى رسول الله صلى الله عليه وسلم  فأخلف الله لى خيرا منه : رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر ابو داود فى سننه , عن ام سلمة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  اذا اصاب  احدَكم  مصيبةٌ فليقل : انا لله وانا اليه راجعون , اللهم  عندك  أحتــَسِبُ  مصيبتى فأجُرْنى  فيها , وأبدِلنى بها خيرا منها .
الزّجْر عن الكِذب
عن عبد الله بن  مسعود رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال  عليكم بالصدق  فان  الصدق  يهدى الى البر وان البر  يهدى الى الجنة  وما يزال  الرجل يصدُقُ  ويَتــَحَرَّى  الصدقَ  حتى يُكْتــَبَ  عند الله  صِدّيقا واياكم  والكِذْبَ  فان الكذب يهدى الى الفجور  وان الفجور يهدى  الى النار  وما يزال الرجل  يكذب  ويتحرّى الكِذبَ  حتى يكتب عند الله كَذِبا . وقال الله تعالى  " الا لعنة الله على الكاذبين " . وعن ابن مسعود رضي الله عنهما قال اعتبَروا  المنافق بثلاث اذا حدّث كذَب واذا وعد اخلف  واذا عاهَد غدر .  واذا خاصَم فجر  , وروي عن احمد  " اياكم والكِذب  فان الكذب  مُجانِبٌ للايمان . عن صفوان بن سُلَيْم انه قال  قيل يارسول الله  أيكونُ  المؤمنُ جَبانا قال نعم  فقيل له  أيكون  المؤمن  بخيلا قال نعم  قيل له  أيكون  المؤمن كَذّابا قال لا .  وعن عبادة بن صامت رضي الله عنه  ان النبي ضلى الله عليه وسلم قال اِضْمَنوا لى  سِتــّا من انفسكم اَضْمِنُ لكم الجنةَ  أصدقوا اذا حدّثــْتم  واوفوا  اذا وعدتم  وادّوا اذا ائــْتــُمِنْتم  واحفظوا  فروجكم  وغُضّوا ابصاركم  وكُفّوا ايدِيَكم .
وقال الحاكم  كفى بالمرء من الكَذِب  ان يُحدِث  بكل ما سَمِع  وكفى بالمرء من الشُخّ ان يقول اَخَذُ  حقّي  لا اَترُكُ  منه شيئا
الخيانة
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  لا ايمان  لمن لا امانة له  ولا صلاة لمن لا طَهور له ولا دِين لمن لا صلاة له , وموضعُ الصلاة مِن الدّين كموضع  الرأّس من الجسد رواه الطبرانى  . قال الله تعالى " ياايها الذين آمنوا لاتَخونوا اللهَ والرسول... , عن انس  " لا ايمان  لمن لا امانة له  ولا دين لمن لا عَهْد له , رواه ابن حبّان ,  عن ابى هريرة  " آية المنافق ثلاث اذا حدّث  كذَب واذا وعد اخْلَف واذا ائـْتــُمِن خانَ , رواه الشيخان , وعن انس ثلاثٌ  مَن كُنّ فيه فهو منافق  واِن صام وصلى وحجّ واعتمر  وقال  اِنى مسلم  مَن اذا حدّث كذَب واذا وعد اخلف واذا ائتمن خان , رواه ابو الشيخ
الزهد
قال الله تعالى " من كان يريد حرث الأخرة نَزِدْ له فى حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله فى الأخرة مِن نصيبٍ " عن ابن عمر رضي الله عنهما قال أخَذَ رسول الله صلى الله عليه وسلم  بِمَنكِبى فقال  كُن فى الدنيا كأنك  غريبٌ او عابرُ سبيلٍ وكان  ابن عمر  يقول اذا امسيتَ  فلا تنتظِر الصباحَ  واذا اصبحتَ فلا تنتظر المساءَ وخُذْ مِن صِحّتك  لمرَضك  ومِن حياتك لموتك , رواه البخارى  , وعن سهل بن سعد الساعديّ قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال دُلَّنى على عمل اذا عملتــُه أحبّني الله واحبني الناس قال  إزهدْ فى الدنيا يحبّك الله  وازهدْ فيما فى ايدالناس  يحبّك الناس , رواه ابن ماجه . والدَّيلمىّ  اُتركوا الدنيا لأَهلها  فإن مَن اخذ منها  فوق ما يَكْفيه اخذ مِن حَتــْفه ( موته ) وهو لا يُشعِرُ .    
والترمذيّ  الزَّهادَةُ  فى الدنيا ليس بتحريم الحلال ولا إضاعة المال  ولكن الزّهادةُ  فى الدنيا ان لا تكون  بما فى يدك  اَوْثقَ بما فى يد الله  وان تكون فى ثواب المصيبة  اذا انت اُصِبْتَ أرْغَبُ منك فيها لو انها اُبـْقِيَتْ لك .
والقُضاعيّ  الزّهد فى الدنيا يُريح القلب والبدن  والرَّغبةُ فيها( الدنيا) تكثِرُ الهَمَّ  والحزنَ  والبِطالَةُ  تــُقَسِّى القلبَ . والطبرني  تــَفرَّغوا مِن هُموم الدنيا ما استطعتم  فإنه  مَن كانت الدنيا اَكثرَ هَمِّه  اَفْشَى اللهُ  ضيْعتــَه وجعل  الله تعالى امرَه وجعل غِناه فى قلبه  وما اَقْبلَ عبدٌ  بقلبه  الى الله اِلاّ جعل الله قلوب المؤمنين  تــَغــْدوا اليه (عبد) بالوَدّ ( بالحبّ ) والرحمة  وكان الله بكل خيرٍ اليه اَسرعَ .
ورُوي : ان سليمان عليه السلام كان مع ما اُعْطِيَ مِن الملك لايَرفع بصره الى السماء تــَخَشُّعاً وتواضعا لله وكان يُطعِم الناس لَذائِذَ الاَطْعِمَة  ويأكل خَبز الشّعير  وقد قيل  له مالك تَجوعُ  وانت على خَزائن الارضِ  قال اخافُ ان اشبع فأنسىَ الجائعَ .

فضل العلم والتــّعْليم والتــّعَلُّم وشواهد من النقل والعقل
فضيلة العلم
شواهد اي دليلها من القران , قوله تعالى عزّ وجلّ  : شهد اللهُ انه لااله الاهو والملائكةُ واولوالعلم قائما بالقسط , فانظر كيف بدأ سبحانه وتعالى بنفسه وثــَنَّّى بالملائكة  وثــَلَّثَ  باهل العلم , وقال الله تعالى : يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات , قال ابن عباس رضي الله عنهما : للعلماء درجات فوق المؤمنين بسبعمائة درجاتٍ  مابين الدرجتين مسيرةُ خمسِمائة عامٍ  , وقال تعالى عز وجل : قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لايعلمون , وقال عز وجل : انما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من يرد اللهُ خيرا يُفقِّهْهُ فى الدين ويُلْهِمْه رُشْدَه , وقال صلى الله عليه وسلم : العلماء ورثة الانبياء , ومعلومٌ , انه لارُتبةَ فوق النبوّة  ولا شرَفَ فوق شرف الوِراثة لِتلك الرتبةِ  , وقال صلى الله عليه وسلم  يستغفِر للعالم ما فى السموات والارض . وقال صلى الله عليه وسلم : ان الحكمة  تزيد الشريفَ شرَفا وترفع المملوكَ حتى يُدرِك مدارِك المُلوك , وقال صاحب الكتاب  المصباح المنير  الفيوم  : الحكمة وزان قِصْبة للدّا بّة . سميت بذالك لأنها تُذلِّلُها لراكبها حتى تمنعها الجَماحَ ونحوَه . ومنه اشتِقاق ُ الحكمةِ لأنها تمنعُ صاحبَها من اخلاق الرّذائل , وقال ابن الصنى  : الحكمة : استِكمال النفس الإنسانية  بتصوُّر الأمور  والتصديقُ بالحقائق النظريّة والعمليّة على قدر الطّاقة الإنسانيّة . وقال الرغيب : الحكمة اصابة الحق بالعلم والعقل , فالحكمة من الله معرفة الأشياء وايجادُها على غاية الأحكام . والإصابة فى القول والعمل , اصلاح الدين واصلاح الدنيا.
وقد نبّهَ صلى الله عليه وسلم بذالك الحدث  على ثمرات العلم فى الدنيا  ومعلومٌ انّ الآخرة خيرٌ وابقىَ . وقال صلى الله عليه وسلم  خصلتان لايكونان  فى منافق حُسْنُ سَمْتٍ (حال )  وفِقهٌ فى الدين . ولا تــَشُكَّنَّ  فى الحديث لِنفاق بعض فقهاء الزمانِ فإنه ما اراد صلى الله عليه وسلم به ( اي الفقه ) الفقهَ  الذى ظننتــَه وسيأتى معنى الفقه  وادنى درجات الفقيه ان يعلم  انّ الآخيرة خير من الدنيا وهذه المعرفة اذا صدقتْ وغلبتْ عليه بَرِئَ بها من النفاق والرياء. وقال صلى الله عليه وسلم افضل الناسِ المؤمن العالم الذى  اِنِ احْتِيْجَ اليه نَفَعَ  وان استــُغْنِيَ عنه اَغْنىَ نفسَه . وقال صلى الله عليه وسلم : الإيمان عِرْيان ولباسه التقوى وزينته الحياء وثمرته العلم .
وقال صلى الله عليه وسلم : اقرب الناسِ  من درجة النبوة  اهلُ العلم والجهاد . اما اهل العلم فَدَلّوا الناسَ على ما جاءت به الرسلُ . واما اهل الجهاد فجاهدوا بأَسْيافهم على ما جاءت به الرسل . وقال صلى الله عليه وسلم  لَموتُ قبيلةٍ  اَ يْسرُ من موت عالم . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : الناس معادِن  كمعادن الذّهَب والفضة  فخيارُهم فى الجاهلية خيارُهم فى الاسلام اذا فَقُهوا . وقال صلى الله عليه وسلم يوزَن يوم القيامة مِدادُ العلماء بدام الشهداء . وقال صلى الله عليه وسلم اوحى الله عز وجل الى ابراهيمَ عليه السلامُ , يا ابراهيم انى عليم اُحِبُّ كلَّ عليم , وقال صلى الله عليه وسلم : العالم امين الله سبحانه فى الارض  وقال صلى الله عليه وسلم صنفان من امتى صلُح الناسُ واذا فسدوا فسدَ الناسُ الأُمراءُ والفقهاءُ . وقال صلى الله عليه وسلم :  فضل العلم  على العابد كفضلي على اَدْنى رجلٍ من اصحابى . فانظر كيف جعل صلى الله عليه وسلم العلم مُقارِنا لِدرجة النبوّة  وكيف حَطَّ (نقص) رُتبةَ العمل المُجَرّد عن العلم وان كان العابد لا يخلو عن العلم بالعبادة التى يُواظِبُ عليها ولولاه لم تكن عبادةٌ , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلةَ البدر على سائر الكواكب , وقال صلى الله عليه وسلم يشفع يومَ القيامة  ثلاثةٌ الأنبياءُ ثم العلماءُ  ثم الشهداء , وقال صلى الله عليه وسلم  فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد بسبعين درجةً , ... وسيأتى على الناس زمانٌ  قليلٌ فقهاؤُه  كثيرٌ خُطباؤُه . وقال علي ابن طالب  كرم الله وجهه لِكُمَيْلٍ يا كميل : العلم خير من المال  العلمُ يَحرُسُك  وانت تحرس المالَ والعلم حاكم والمال محكوم عليه  والمالُ تنقصه النفقةُ  والعلمُ يَزْكُو بالإنفاق  . وقال ابن عباس رضي الله عنهما : خُيِّرَ سليمانُ بن داود عليهما السلام بين العلم والمال والمُلْك فاختار العلمَ فاُعْطَى المالَ والمُلك معه . وقال فتح الموصِلُ رحمه الله : اَليس المريض اذا مُنِعَ الطعامَ والشراب والدواء يموتُ , قالوا بلى , قال كذلك القلبُ اذا مُنِع عنه الحكمةَ والعلم ثلاثةَ ايامٍ يموتُ , فإن غِذاء القلب العلمُ  والحكمة وبهما حياتــُه  كما اَنّ غِذاء الجسد الطعامُ ومَن فَقَدَ العلمَ  فقَلْبُه مريضٌ وموته لازمٌ ولكنه لايَشْعُرُ به . عن ابى هريرة رضي الله عنه واحمد ابن حنبل رحمه الله وقال الحسن فى قوله تعالى : ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخيرة حسنة – ان الدنيا هى العلم والعبادة  وفى الآخرة هى الجنةُ
وقال بعض الحكماء  : اذا مات العالم  بكاهُ الحُوْتُ ( السمك ) فى الماء والطير فى الهواء ويــُفْقَدُ وجهُه ولا يــُنْسىَ ذِكره .
فضيلة التعَلُّم   ( احياء – 1 )
AHMAD ALI MUNIR BASYIR
TTL : DEMAK 12-11-1964
PERUM BPI K 4 NGALIYAN SEMARANG
ISTERI SATU ANAK TIGA
PS.
MI/SD DEMAK , MTS/SMP MATHALI’UL FALAH KAJEN PATI, MA/SMA MATHALI’UL FALAH
FAK. SYARIAH IAIN/ FAK HUKUM UNTAG
PO.
SEKJEN SENAT MAHASISWA FS
KETUA UMU KORCAB PMII JATENG 88/90
KETUA GP ANSOR JATENG
WAKIL KETUA NU JATENG SEKARANG
TLP . 024 7625722 . hp. 087831159010
Eml : ahmadalimunir83@yahoo.com / @yahoo.co.id

Post a Comment for "HADITS"